نجاة بلقاسم: من راعية غنم الى وزيرة

نجاة بلقاسم راعية الغنم لم تخجل يوما” من ماضيها وفقرها. فعندما كانت ترعى اغنامها في جبال قريتها المغربية الفقيرة كانت تمسك على احلامها الكبيرة .
راودت الفتاة الصغيرة احلام الصغار بالعلم بان تكون ذا شأن. ولكنها ام تفكر بان تصبح سياسية لكنها وجدت نفسها في هذا الطريق متسلقة سلم المجد .الذي كان يكبر احلامها حتى غدت اصغر وزيرة في تاريخ فرنسا.

نجاة بلقاسم راعية الغنم الفقيرة. التحقت بوالدها الذي هاجر الى فرنسا بحثا” عن لقمة عيشة وعيش ابناءه .وهناك بذات الصغيرة تتعرف على الحياة المدنية. ثم حققت طموحاتها بالعلم الى ان وجدت نفسها في طريق معترك السياسة.

“ليس عيباً أن نفشل طالما أننا نستمر في المحاولة”.كانت هذه كلمات بلقاسم ومن هنا ابتدأت الحكاية.

فصول حياة بلقاسم وقصة نجاحها.

كانت نجاة بلقاسم قد ولدت في الرابع من تشرين الاول/اكتوبر سنة 1977 لعائلة فقيرة. والدها كان قد هاجر الى فرنسا للعمل كعامل بناء ليعيل اسرته .
وكانت نجاة ترعى الاغنام برفقة جدها من سن مبكرة ،الى بلغت الخامسة من عمرها.

بعد ذلك هاجرت وبقية افراد اسرتها.امها وشقيقتها الكبرى ليلحقوا برب العائلة في فرنسا ،واقاموا باحد افقر احياء مدينة أبفيل قبل ان ينتقلوا الى مدينة أميان.

تقول نجاة “كانت المدرسة دوما لاعبا كبيرا ومؤثرا في رحلتي الشخصية، فقد سمحت لي بالانفتاح على العالم، وبالحركية الاجتماعية كذلك. كما سمحت لي بإثراء ذاتي، وبالتعلم والإدراك”.وقالت ايضا” صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية ان والدتها كانت تشجعها وشقيقاتها على الدراسة حتى يستقلن ماديا

الجنسية الفرنسية

في العام 1995 .حصلت بلقاسم على درجة البكالوريا الفرنسية في علم الاجتماع الاقتصادي. وفي نفس العام حصلت على الجنسية الفرنسية والتحقت بعد ذلك بجامعة بيكاردي في أميان، وتخرجت فيها مجازة في الحقوق.

زواجها

كان امل نجاة الدراسة بالمدرسة الوطنية للإدارة التي تعتبر إحدى أعلى الجامعات الفرنسية شأنا،وحاولت الالتحاق بها لمرتين ولكن لم يكتب لها ذلك.

لكن تفوقها اتاح لها فرصة الدراسة في معهد الدراسات السياسية في باريس فنالت شهادته عام 2000.

اثناء دراستها في هذا المعهد تعرفت على الشاب بوريس فالو .الذي تزوجته لاحقا في العام 2005 وانجبت منه توأما” وكان زوجها احد المقربين من الرئيس الفرنسي الأسبق، فرانسوا هولاند.

بداية الصعود

في بداية حياتها المهنية عملت كمحامية في مكتب محاماة معتمد لدى مجلس الدولة ومحكمة النقض لمدة ثلاث سنوات. وفي 21 من ابريل/نسان 2002 انضمت الى الحزب الاشتراكي لتبدأمعترك السياسة.

عدما تمكن مرشح رئاسي للجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة. من الترشح إلى جولة الإعادة في الانتخابات الرئاسية. أثار الأمر حفيظتها.وانضمت الى الحزب الاشتراكي.

تقول بلقاسم: “كنت خجولة ومتحفظة للغاية، الانخراط في العمل السياسي كان أمرا يتعارض مع شخصيتي. لكنني قررت أن أعلن التزامي مدى الحياة بمحاربة الظلم الاجتماعي ومناهضة عدم المساواة. كان ذلك هو السبب في كوني يسارية حتى النخاع”.

موهبة سياسية

ظهرت موهبة بلقاسم السياسة الامر الذي سارع في جعلها تتسلق سلم السياسة بسرعة .وبعد عام واحد التحقت بفريق عمدة ليون، ثم عينت مسؤولة عن السياسة الثقافية في منطقة رون ألب، عام 2004، المنصب الذي استقالت منه بعد أربع سنوات.

عام 2005، أصبحت عضوا في المجلس الوطني للحزب الاشتراكي، وبعد سنة اختيرت للانضمام إلى مؤسسة “القيادات الشابة” الفرنسية الأمريكية.

في شباط /فبراير من العام 2007،عينت المتحدثة الثالثة باسم المرشحة الرئاسية سيغولين رويال. كما خاضت غمار الانتخابات التشريعية في شهر حزيران /يونيو بالدائرة الرابعة لمدينة رون، لكنها فشلت في انتزاع مقعد برلماني حينها. في نهاية السنة، وفي المغرب هذه المرة، عينت عضوا في مجلس الجالية المغربية بالخارج من قبل الملك محمد السادس، وذلك إلى غاية 2011.

انتخبت بلقاسم عضوا بمجلس مدينة رون خلال انتخابات الكنتونات عام 2008، ثم حين انتخبت في لائحة الاتحاد اليساري في انتخابات بلدية ليون،

بعد فوز فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية عام 2012، فتح تاريخ فرنسا أبوابه الواسعة في وجه نجاة بلقاسم، إذ عينت وزيرة لحقوق المرأة ناطقة رسمية باسم حكومة جان مارك أيرولت، في عمر 35 سنة، لتكون بذلك أصغر وزيرة في الحكومة.

وعينت نائب لرئيس البلدية والمكلفة بالأحداث والشباب والمجتمع، استقالت من منصبها في مجلس رون.

بعد ثلاث سنوات، عملت بلقاسم مرة أخرى ناطقة رسمية باسم المرشحة سيغولين رويال، في الانتخابات التمهيدية الاشتراكية للرئاسة. أبانت حينها نجاة عن مقدرات عالية جدا في التواصل وفن الخطابة. رويال، كما هو معلوم، لم تفز في تلك الانتخابات.

كان فرانسوا هولاند الفائز في هذه الانتخابات التمهيدية، فرشحه الحزب الاشتراكي للانتخابات الرئاسية لعام 2012. وخلال هذه الرئاسيات، عين هولاند بلقاسم متحدثة رسمية باسم حملته الانتخابية، وقد أسهمت بقسط وافر في نجاحه.

النجاح

بعد فوز فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية عام 2012، فتح تاريخ فرنسا أبوابه الواسعة في وجه نجاة بلقاسم، إذ عينت وزيرة لحقوق المرأة ناطقة رسمية باسم حكومة جان مارك أيرولت، في عمر 35 سنة، لتكون بذلك أصغر وزيرة في الحكومة.

كما عملت بلقاسم على تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، وتقويم ما اعوج من الثقافة تجاه المرأة؛ وقد أنشأت، المجلس الأعلى للمساواة بين الرجل والمرأة.

 صحيفة “الغارديان” البريطانية، تصفها بـ”وجه فرنسا الجديد”، فبماذا يا ترى سيجود الزمن القادم على امرأة أحلامها تلامس السماء؟

لكن تبني بلقاسم لقانون يجرم امتهان الجسم ويحمل المسؤولية القانونية للزبون وللشخص الذي يتاجر بأجساد النساء، أثار ضدها عنصرية كبيرة، باعتبار أصلها المغربي. هذه العنصرية لا شك أنها قد أسهمت بطريقة ما في زيادة شعبيتها في فرنسا.

في الفترة ذاتها، أرست نجاة بلقاسم، كمتحدثة باسم الحكومة، نمطا جديدا من التعامل مع هذه المهمة، إذ كانت تعمل على شبكات التواصل الاجتماعي على الإجابة شهريا عن أسئلة المواطنين.

بعد سنتين، لحقت بالحزب الاشتراكي خسارات كبيرة في الانتخابات المحلية، قام على إثرها الرئيس الفرنسي بتعديل وزاري، انتهى بمانويل فالس رئيسا للحكومة، ومرة أخرى عين الأخير بلقاسم وزيرة لحقوق المرأة، وهذه المرة للشباب والرياضة أيضا.

مع الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند

ظلت بلقاسم في منصبها هذا لأربعة أشهر، ثم أجري تعديل وزاري جديد، أصبحت بموجبه أول امرأة وزيرة للتربية والتعليم العالي في تاريخ فرنسا. منصب تبوأته لثلاث سنوات، وقد عانت فيه من مضايقات أحزاب المعارضة التي قابلتها بكثير من التنديد باعتبار أصولها مرة أخرى.

يؤخذ عليها انها في غضون فتراتها الوزارية، عرفت بلقاسم بموقفها من المثلية الجنسية، إذ وقفت بجانب المثليين والمتحولين جنسيا، وعملت على مكافحة رهاب المثلية، كما قالت إن تأجير الأرحام يمكن أن يكون أداة إضافية ضد العقم، وعززت الحق في الإجهاض واعتبرته حقا أساسيا.

اقرأ ايضا”:بالفيديو والصور..حفل حنّاء الاميرة ايمان يخطف الأضواء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: